لقائي بعنترة .......................... قلميـ :)

استيقظت صباحاً كالعادة , وذهبت إلى بقرتي الحلوب وأنا أغني
بصوت عالٍ بعض الشيئ , يا بقرة صبي لبن صبي لبن ... إلى
آخرها , وبقرتي عندما تسمع صوتي يتورد أنفها خجلاً , ولا أعلم السبب
أجهز مكاني والسطل الذي سأحلب فيه الحليب , وهي لشدة
حبها وتعلقها بي , تبقى واقفةً إلى أن أنتهي , وبعدها أقوم
بإعطاءها قبله على جبينها , وبعض العشب الأخضر فترقص فرحاً
وتبدأ بالأكل .
وبقيت على هذا الحال إلى أن جاء ذلك اليوم , كنت أحلبها وأنا أغني لها
وإذا بي أسمع من ورائي صوتاً .. إحم إحم ... استغربت وتساءلت من هناك ..؟
إلتفت بسرعة وتفاجأة لما رأيت ..... شاب في مقتبل العمر , وسيم ملامحه
شرقية , توقفت عن الحلب , ووقفت قائلة : أهلا بِك أخا العرب .
رد علي قائلاً : أهلا بِكِ يا أميرة .
ضحكت من قوله أميرة وأنا التي كنت أحلب البقرة وقلت له : شكراً لك
من أنت ومن أين أتيت ..؟
أجابني قائلاً : ألم تتعرفي علي ..؟
قلت له : وهل أعرفك ..؟
قال : نعم أنا عنترة الفتى المشاغب الذي كان يخيفك بالسحالي .
فتحتُ عيناي بوسعهما وقلت له : أنت هوو...؟؟؟؟!!! سبحانك ربي
كبرت وتغيرت كثيراً أيها المشاغب .
قال وبكل غرور : نعم أعلم أنني أصبحت وسيماً .. ورفع يده يرجع شعره إلى الوراء
قلت له : يالغرورك , إذهب لن أُضَيِفَك وقل عني بخيلة ... وحملتُ سَطل الحليب
وهممت بالذهاب
استوقفني قائلاً : هذه أنتي لم تتغيري أبداً , مهما كبرتُ بالعمر تبقين تلك الطفلة
الغاضبة دائماً , والحساسة كثيراً .
نظرت إليه نظرة ملؤها الغضب , ورحلت .
وبقي واقفاً حائراً مستغرباً , وتلك الإبتسامة الحنون تعلو وجهه .

انتهت